بين جيلين! - 26 مايو 2021
2021-09-28 594
ما نعيشه حاضراً هذه الأيام لا يشبه بأي حال من الأحوال ما كنا نعيشه في الماضي. كانت الأخلاق هي المرجع الحقيقي للمجتمع، وكانت المبادئ هي الأصول التي تنظم حياة الناس ومعيشتهم، وكانت القيم هي المعايير التي يحرص كل فرد في المجتمع على أن يلتزم بها ليكون قدوة لغيره من الناس.
لقد تربي جيلنا في زمن لا تقنية فيه ولا إنترنت ولا هاتف نقال ولا فضائيات ولا بريد الكتروني أو عم (قوقل)، وبالرغم من ذلك خَرَّجَ هذا الزمن رجالاً حملوا الأمانة، وأدوا الرسالة وخدموا دينهم وملكهم وأمتهم في كافة المجالات على أنصع صورة وأكمل وجه، ولله الحمد والمنة.
جيلنا تربي على المحبة والتسامح والصفح، نبيت وننسي زلات وهفوات بعضنا البعض. كان للوالدين في داخلنا قيمة وهيبة، وللمعلم هيبة، كنا نحترم سابع جار ونتقاسم مع الصديق اللقمة والمصروف والأسرار. نحن جيل ملئ بالتواضع والدماثة، وفوقهما أناقة الخطاب والشكل والمظهر.
جيلنا لم ينهرْ نفسياً من عصا المعلم، ولم يتأزم عاطفياً بسبب ظروف العائلة المادية. جيلنا لم يترب على كلمات التافه من الأغاني، والبذيء من الكلام، لم ندخل مدارسنا بهواتف نقالة، أو بحاسوب محمول، أو بمركبات فارهة، ولم نشكُ يوماً من كثافة المناهج المدرسية، ولا كثرة الواجبات الدراسية. كنا ننجح بامتياز بلا دروس خصوصية، وبلا وعود دافعة للتفوق والنجاح. تربي جيلنا على المثل والقيم والأدب وغض الطرف.
نحن أبناء جيل تربي في زمن هادئ جاد جميل... فهل تذكرون؟
أيها الأحبة: إنها التربية!!
قال جورج دانتون المحامي والسياسي الفرنسي الشهير المولود في بداية القرن السابع عشر الميلادي: «بعد لقمة العيش أول حاجة تحتاجها الشعوب هي التربية».